هنالك أناس يمتلكون قدرة كبيرة على تسويق الوهم، بل انهم يتفننون بذلك الى درجة الاتقان، فهم يسخّرون لنا الأشياء ثم يُزيّنونها ويرصعونها ويغلفونها بدعوات دينية لتُغري أنفُسنا ونصبح عبيداً لها من حيث ندري او لا ندري حتى يوصلونا الى جحيم الجهل ومنفى التفكير.
ولعل اهم ما يثبت هذا الكلام لدينا في البحرين هو المواطن عيسى قاسم التي تساهم خطاباته السياسية النارية في تجريدنا من أسمى سماتنا كبشر بل ويسلخ أجمل ما ترتدي نفوسنا فنخرج من ثوب الإنسانية تدريجياً حتى اصبحنا في حين غفلة على باب الاحتراب الطائفي الذي كاد ان يعصف بالاخضر واليابس فوق هذا الوطن الغالي لولا حكمة سيدي عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله وسدد خطاه وصبر وحنكة سيدي رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة ربان سفينة الحكومة التي وإن اختلفنا معها على مستوى الآليات وانتقدناها على مستوى التنفيذ الا ان الانجازات غير المنظورة التي فشل اعلامنا بتسويقها كما يجب يجعلنا نقول ان للحكومة وقائدها ابلغ الاثر في بسط الامن والامان وتنفيذ الرؤى بشكل ابعد عنا شر الانقلاب وما يقف وراءه من اجندات اقليمية مشبوهة وحاقدة.يا عيسى قاسم انا وانت وجميع من يقرأ هذا المقال او من لم يقرأه من البحرينيين سواسية امام القانون وانت ان لم تحترم القانون لن تجد من يحترمك، ببساطة نحن في دولة المؤسسات ولسنا في دولة الولي الفقيه، لذا نقولها لك بصراحة ان تجمع الفاتح العظيم بكل اطيافه واعراقه يرفض رفضا قاطعا نهجك التصعيدي وكلماتك ذات الايحاءات السياسية ولعل من سوء طالعك انك تعيش وسط شعب واع ومثقف ولديه تاريخ يؤهله ليقول لك انك تلعب بالنار عندما تحاول ان تشعلها من خلال خطاباتك السياسية.يا عيسى قاسم في البحرين هنالك تعايش إنساني فوق كل المسميات الطائفية والعرقية والعنصرية وان هنالك من يحمي نفسه داخل أسوار مبادئه ويحاول مراراً وتكراراً ان لا يتزحزح عنها حتى لو وصل الامر الى الموت بشرف على مقصلة ثوابتنا فهذا افضل بكثير من العيش في زمن يصبح فيه ترويج الكراهية والطائفية عملا وطنيا والحديث وفق مبادئ التعايش والسلام بلطجة وارتزاقا كما يروج خفافيش الظلام وغربان 14 فبراير.يا عيسى قاسم عبر كل العصور استطاع تجار الفتن وسماسرة الاوطان امتلاك الكثير لكنهم عجزوا عن امتلاك المبادئ والأسس والقواعد التي تساهم في تقدم وازدهار الأوطان. يا عيسى قاسم اسالك في هذا الشهر الحرام.. هل تحزن وانت ترى صبية صغار يقومون بحرق الوطن؟ اسالك في هذا الشهر الحرام هل تحزن عندما يرحل عن هذه الدنيا الفانية عامل نظافة بسيط جاء ليطعم اسرته بقنبلة محلية الصنع يصنعها تجار الموت؟ اسالك في هذا الشهر الحرام هل تحزن على موت صبي يحركه الشحن الطائفي والعاطفي؟يا عيسى قاسم اني ادعوك بحق لا اله الا الله محمد رسول الله ان تحقن دماء المسلمين الذين يتوحدون على هذه العبارة فبلدنا الجميل الصغير لا يتحمل كل هذا الظلم وشوارعنا القليلة لا تتحمل كل هذا الحرق وابناؤنا الصغار لا يتحملون كل هذا الدخان المنبعث من الاطارات المحترقة ولا حتى الغاز المسيل للدموع الذي يدافع به رجال الشرطة حماهم الله عنا وعن انفسهم به.يا عيسى قاسم الحرية لا تُجزّأ فان كنت تنتقد قادة البلاد بكل وضوح فيجب ان تتحمل انتقادك بنفس درجة الوضوح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق