“الأصالة” في الميزان

هذه قراءة حول بيان جمعية الأصالة حول انتصار جنيف الذي حققه الشعب البحريني على خفافيش الظلام وأولاد العم دشتي وأولاد العم سام الذين تواجدوا لتنظيم عمل خفافيش الظلام، وقد ترددتُ كثيرا قبل أن أكتب هذا المقال؛ لأني أعلم أن البيان لا يمثل جمهور الأصالة الوفي المخلص والعمود الفقري لتجمع الفاتح العظيم، وإنما كان إرادة حزبية أو ربما محاولة للظهور بعد أن اقتصر العمل الحزبي للأصالة على تقديم المساعدات لإخوتنا في سوريا، ونحن هنا لا ننتقد مساعدة الإخوة في سوريا؛ لأن هذا شيء محمود وواجب إسلامي، وقد شجعنا تواجد نواب الأصالة على الأراضي السورية، وقلنا فيهم من السطور الداعمة الشيء الكثير. اما الآن، فلابد أن يعلم الإخوة “المطاوعة” أنهم ليسوا فوق النقد وليسوا فوق التقييم، نعم نفتخر بأفعالكم العظيمة الكثيرة، لكننا نختلف معكم في وصف انتصار الشعب البحريني بالمبالغ فيه وأنتم الذين لم تكلفوا أنفسكم إرسال نائب أو مواطن يمثلكم في محفل دولي مهم، إلا إذا كنتم تعتبرون من ذهب لتمثيل البحرين غير جدير بالعمل معكم، فهذا بحث آخر وطامة كبرى
يقول الخبر: “انتقدت كتلة الأصالة الإسلامية الاحتفاء الرسمي والإعلامي المبالغ فيه بالموقف الدولي من مملكة البحرين خلال المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان، وتصوير المواقف الدولية بأنه انتصار ودليل على تغير الموقف الدولي المنحاز ضد البحرين ومصالحها العليا وانحيازه لجماعات التخريب والتبعية للخارج، وأكدت الأصالة أن ذلك مبالغات غير حقيقية تجافي الواقع”.
بالتأكيد كلامكم ليس صحيحا ولا منطقيا، كلامكم نابع من تعصب حزبي غير مبرر؛ لأن المنظمات الحقوقية الدولية علمت من خلال الوفد البحريني الشعبي المشارك حقيقة ما يفعله خفافيش الظلام والدليل نتائج الاجتماع لم تصدر إدانة واحدة ضد الحكومة، بل كانت هناك عشرات الملاحظات الناقدة لإرهاب خفافيش الظلام.
ويضيف المقال الحزبي للأصالة: “إن قبول مجلس حقوق الإنسان لتقرير الذي قدمته البحرين لا يعني بأي شكل من الأشكال حدوث تغير دراماتيكي في الموقف الدولي المنحاز، لاسيما وأنه قبول مشروط بـ 176 توصية مطلوب من البحرين تنفيذها خلال عام” طيب ماذا نفعل لكم إن كنتم لا تريدون أن تقتنعوا أن البحرين واحة حقوق الإنسان في الشرق الاوسط، نعم نتقبل التوصيات؛ لأن الحكومة والشعب يريد الإصلاح ويريد السلام ويريد أن يبني دولة المؤسسات تحت لواء قائد المشروع الإصلاحي جلالة الملك المفدى الملك حمد بن عيسى ال خليفة حفظه الله وسدد خطاه.
ويكمل البيان الحزبي المتحامل: “إن المدقق في المواقف الدولية من التقرير الذي قدمته البحرين يجد أنه لم تصدر إدانات صريحة وواضحة للعنف الذي مارسته الجماعات المعارضة التي احترفت الفوضى، وأدخلت البلاد في نفق مظلم كاد يوصلها لاحتراب أهلي طاحن، رغم وضوح التجاوزات التي ارتكبتها وأعمال القتل والتخريب والاعتداء على رجال الشرطة والآمنين، والطابع الطائفي الذي اقترن باحتجاجاتها وتبعيتها للخارج، والخسائر التي ألحقوها بالاقتصاد الوطني وكلفته أكثر من مليار دولار، وإغلاق المدارس والجامعات، وتعطيل الشركات والمصانع، والسيطرة على مجمع السلمانية الطبي واحتجاز المرضى، وقطع الطرق وقتل رجال الشرطة والآمنين، واستهدافهم بقنابل المولوتوف والمتفجرات محلية الصنع والأسلحة المختلفة، وغيرها من مظاهر الإرهاب”. من قال لكم هذا، أشك أنكم اطلعتم على تقرير جنيف، لقد كان الوفد الشعبي البحريني متعدد الأطياف أكبر إدانة لخفافيش الطائفية، وكلامكم يذكر إنصاف حقائق لا تليق بكم كإسلاميين أيها الإخوة الأفاضل؛ لأني أشك أن في جمعيتكم قياديات بحرينيات، فمازلتم تعتقدون أن العمل السياسي حكر على الرجال.
ويختم البيان الحزبي للأصاله سطور مغالطاته: “وطالبت الأصالة بضرورة التوقف عن التطبيل والاحتفاء الرسمي والإعلامي بالموقف الدولي”. هنا أنتم تحاولون قمع حرية التعبير وقمع حقنا في التعبير يبدو أنكم في حالة نسيان عميقة، نحن الشعب وأنتم جمعية من ضمن الشعب نضعكم فوق الرؤوس عندما يصدر منكم مواقف وطنية وما أكثرها في سجلكم، ونقف لكم منتقدين عندما تصدر منكم بيانات حزبية.
ملاحظة: شعب البحرين غير معني بالاحتراب الحزبي الداخلي في الأصالة أو الاحتراب الحزبي مع باقي الجمعيات؛ لذا لا تعكسوا ذلك علينا حفظكم الله وسدد على طريق الصواب خطاكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق