عذرًا بسيوني إيران وراء ما حدث في البحرين
لم أشعر يوما بأني في حالة ذهول إلا عندما قال الخبير العالمي بسيوني رئيس لجنة تقصي الحقائق إنه لم يثبت تورط إيران فيما يحدث في البحرين. وقتها شعرت أن بوصلة الحقيقة انحرفت كثيرا عن مسارها؛ لأن أصغر أطفال المحرق يستطيع أن يثبت أن خفافيش الظلام أصحاب الفكر الانقلابي عملاء لإيران، بل وعملاء سوبر. وفيما يلي تصريحاتهم في وسائل الإعلام الإيرانية كدليل واضح لما أقول. منسق المعارضة البحرينية في لندن قاسم الهاشمي صاحب القبلة الشهيرة على جبين أحمدي نجاد يقول في الصحافة الإيرانية بعد افتضاح أمر الصورة: “أفخر بمقابلة الدكتور نجاد، وأفخر أكثر بتقبيل جبينه وأجزم بأنه يستحق أكثر من ذلك رغم كل حاقد”. وهذا كلام واضح عن مدى الحميمة بين شخص انقلابي مثل الهاشمي الذي ليس له علاقة ببني هاشم لا من قريب ولا بعيد، بل منطقة الهواشمة في المحمرة، وهذا الرجل يقول إن نجاد يستحق مني الكثير، ويقصد هنا المزيد من العمالة والخيانة.
أما علي مشيمع نجل رئيس جمهورية البحرين الاسلامية حسن مشيمع، فقد كان أكثر وضوحا في عمالته لإيران وخامنئي قائلا: إن المجاهدين البحرينيين السائرين على درب الحرية متعطشون لسماع إرشادات قائد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، وأن روحية الجهاد لدى الشعب البحريني مستلهمة من أفكار الإمام الخميني، وإرشادات قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، مؤكداً أن هاتين الشخصيتين هما رمز الصحوة في العالم الإسلامي. يا سلام الجماعة أعلنوا الجهاد واختاروا مرجعيتهم الجهادية، ونحن لحد الان نفكر بتطبيق القانون بحسب وزير العدل أثناء اجتماعه بالأسرة الصحافية البحرينية.
أما المدعو ميثم الجمري الذي يعمل مع مقتدى الصدر في العراق، فقد قالها بوضوح ومباشرة قائلا: نحن جنود خامنئي، ومستعدون للقتال تحت رايته، معناه إذا قاتل خامنئي البحرين سيكون ميثم الجمري مع خامنئي ضد البحرين، إذًا كيف تكون العمالة إن لم يكن هذا المدعو عميل، كما أنه لا يوجد مواطن بحريني شريف يرضى أن يكون جنديا لغير ملك البلاد المفدى حمد بن عيسى آل خليفة روحي له فداء وقربان، وإعلان الجمري أنه جندي لنظام معادٍ وعدواني للخليج العربي والبحرين خصوصا يعتبر اعتراف واضح بالعمالة، وتدخل إيران في شؤوننا الداخلية بشكل سافر بشكل يجب ألا يسكت عنه أبدا.
احتضان إيران وضاحيتها الجنوبية في لبنان لكل نشاطات المعارضة البحرينية، وتوفير كل سبل العمل والغطاء الأمني والقانوني لتحركاتها المشبوهة دليل آخر لا يحتاج الى ترجمان يثبت سعي إيران للتدخل في شؤوننا.
ولعل من أهم الأدلة التي كشفت عنها الخارجية البحرينية مؤخرا، والتي تثبت سعي إيران الحثيث للتدخل غير القانوني وغير الشرعي في البحرين هو طلب وفد إيراني يفاوض الغرب حول برنامجهم النووي سيئ الصيت والسمعة بأن يتم إدراج البحرين على طاولة التفاوض، وهذا دليل على أن مخاوفنا بخصوص التدخل الإيراني حقيقية، وليست من فراغ، بل إن الطلب الإيراني كان حتميا، وفيه الكثير من التفاصيل.
هذه أمثلة حديثة جدا، وهناك عشرات الأمثلة التي تحتاج تأليف كتاب ألف ليلة وليلة من الخيانة ليتم حصرها، وبعد كل هذا يقول لنا الخبير العالمي بسيوني إنه لم يثبت تورط إيران بصراحة، الأمر مضحك حد البكاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق