الاثنين، 15 أكتوبر 2012

شعارات الوفاق الكاذبة

في البحرين أصبحنا نستهلك الشعارات أكثر من استهلاكنا الماء والهواء والغذاء والدواء، “الوفاق” وبناتها من الجمعيات المتناهية الصغر حجما وتأثيرا لا يملون من ترديد الشعارات الرنانة على مسامعنا، بل ويطالبونا بتصديقها وتبنيها والدفاع عنها دون أن يقدموا لنا أي إثباتات على صدق تلك الشعارات؛ لأن الكلام سهل. أما الأفعال، فلها أهلها، ولا أعتقد أن المواطن عيسى قاسم والمدعو علي سلمان الذي لا يعترف بقيام دولة منذ الاستقلال بحسب آخر خزعبلاته ينطبق عليهما ذلك، بعض تلك الشعارات أصبحت مضحكة ومملة، والبعض الآخر خطيرة إن لم يتم التصدي لها، وهناك شعارات حق يراد بها باطل؛ لذا سأحاول أن أشرح وجهة نظري في السطور التالية بأخذ نماذج من تلك الشعارات.

- إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه: نعم فعلا شعار صحيح ومعبر، ولكن من هم السنة؟ ومن هم الشيعة؟ إنهم من اجتمعوا في تجمع الفاتح العظيم شيعة وسنة ومسيحيون وأديان وطوائف جمعهم حب البحرين وشرعية حكم آل خليفة؛ لذا هذا شعار واقعي يخالفه من يردده من خفافيش الظلام وـصحاب الفكر الانقلابي، وهو شعار يصنف كونه كلمة حق يراد بها باطل.

- “الوفاق” تردد دوما شعار نحن الشعب الأصلي: وهذا شعار كاذب ومخادع؛ لأن التاريخ لا ينحاز لفئة أو طائفة، وتاريخ البحرين يفند هذا المعلومة، بل ويدخلها إلى حيز أحلام اليقظة التي يشتهر بها علي سلمان دون غيره؛ لأنه مرهف الحس والوجدان ولديه قدرة هائلة على التمثيل التراجيدي بحسب خبرتنا في التعايش معه.

- المواطن عيسى قاسم يردد دوما الإصلاح السياسي مطلبنا: كلام جميل ومعقول، ولكنه شعار لا يجد ما يدعمه في كلام المواطن عيسى قاسم، فكلمة “اسحقوه” تعاكس كلمة “الإصلاح”؛ لأن السحق عكس الإصلاح، إلا إذا كان يعني سحق العملية السياسة وسحق الوطن، فهذا موضوع ثان، وهو يندرج ضمن المستحيلات.

- “الوفاق” تردد دوما حكومة منتخبة وبرلمان كامل الصلاحيات: ولكن التاريخ السياسي المعاصر للوفاق وبناتها لم يسجل أنها تحترم الديمقراطية ولا صناديق الاقتراع، ولنأخذ انتخابات 2010 مثالا على ذلك، والتي كان عرض “الوفاق” المسرحي فيها يفوق عروض شكسبير إتقانا وبراعة، وكما يلي قبل الانتخابات لم يترك علي سلمان قناة إيرانية أو غير إيرانية لم يقوم بالبكاء على أثيرها؛ خوفا على نزاهة وشفافية الانتخابات حتى أنني في بعض الأحيان تغلبني الدموع من شدة براعته في تجسيد دور الضحية، ولكن ما أن ظهرت النتائج وفازت “الوفاق” بكل المقاعد التي تنافست عليها ما يعني أن كل كلامه السابق كذب وافتراء حتى ظهر لنا خليل مرزوق والألم يعتصره قائلا: كان من المفروض أن نفوز بأكثر من تلك المقاعد، ولا أفهم كيف يقول ذلك، وهو الذي تقدم للمنافسة على 18 مقعدا، فهل يريد أن يتم منحه مقعدين هدية مثلا، وبعد شهر يظهر علينا محترف البكاء والعويل سيد الهادي الموسوي ليقول البرلمان لا يحقق طموحنا، وهذا مغالطة كبيرة، فإن كان لا يحقق طموحكم، فلماذا شاركتم به أصلا، ولماذا تجلبون فتاوى من العراق وإيران ولبنان بالإضافة لفتوى المواطن عيسى قاسم لتفوزوا بالانتخابات تحت شعار مخادع اسمه القائمة الإيمانية، وكأن باقي القوائم هي قوائم لغير المؤمنين.

- ختاما أذكركم بالشعار المضحك للمدعو علي سلمان الذي قال فيه لم أستخدم إلا 50 % من قوتي، وكأننا في حلبة مصارعة، ولسنا في دولة المؤسسات والقانون، وهو شعار تم تصنيفه لدينا في المحرق كجزء من قصص السلحفات السريعة والأرنب البطيء.

ما تقدم هو غيض من فيض لسيل الشعارات الكاذبة والمخادعة التي نسمعها يوميا علي لسان “الوفاق” وبناتها أعاننا الله على التحمل في ظل هذا الجو الملوث بالشعارات الكاذبة.

ليست هناك تعليقات: