الاثنين، 24 سبتمبر 2012

"العم سام" و "العم دشتي"

العم سام هو رمز ولقب شعبي تطلقه شعوب المعمورة على الولايات المتحدة الأميركية، وتعود التسمية إلى القرن التاسع عشر إلى حرب سنة 1812 تحديدا، والاسم مأخوذ من اسم جزار محلي أميركي يدعى صموئيل ويلسون، حيث كان هذا الجزار يزود القوات الأميركية المتواجدة بقاعدة عسكرية بمدينة تروي الواقعة بولاية نيويورك بلحم البقر، وكان يطبع على براميل اللحم حرفين “U.S”، أي الولايات المتحدة إشارة إلى أن البراميل مملوكة للدولة، فأطلق عليه الجنود لقب العم سام على التاجر من باب التهكم والمزاح، حيث يرمز الحرف U إلى Uncle، أي العم، وS الحرف إلى Sam، أي سام، وتم عمل أول صورة للعم سام سنة 1852، حيث يتخذ العم سام شكل رجل ذي شعر طويل أصابه الشيب، وسترة زرقاء، وبنطال مخطط، وقبعة عالية ذات نجوم مخططة عموديا بالأبيض والأحمر، هذا في الغرب طبعا.
اما في الشرق، فالعم لدينا هو شقيق الأب أو أخوه من أب أو أم، والعم في الثقافة الخليجية هو رجل أكبر منا عمرا وتجربة وخبرة ويتمتع بمكانة واحترام اجتماعي بسبب رجاحة عقله وحكمته؛ لذا لا نناديه باسمه المجرد أو حتى كنيته، فنسبق اسمه بكلمة العم أو عمي أو عمنا، وأهل الخليج العربي يفتخرون بهذا المصطلح في المحافل الاجتماعية عندما يقف الرجل أو المرأة بافتخار قائلا إن عمي فلان، هذا ما تعلمناه من أهلنا ومن الأكبر منا عمرا وتجربة، لذا فإن لقب العم لا ينطبق بأي حال من الأحوال على سارق ونصاب وسكير مثل عبدالحميد دشتي.
خفافيش الظلام التي اجتمعت من عواصم الغرب وجحور الشرق تتفاخر في جنيف أمام الناس وعلى رؤوس الأشهاد بأن عبدالحميد دشتي هو (عمهم)؛ لذا أقول لهم هنيئا لكم هذا العم السكير، وفعلا يليق بكم وتليقون به ونرجوكم أن تتمسكوا بهذه العلاقة الحميمة حتى ترافقوه إلى مزبلة التاريخ من أوسع أبوابها.
وقد قيل قديما إن شبيه الشيء منجذب إليه، وهي مقولة جميلة جدا تتوافق بنسبة كبيرة مع مقولة الطيور على أشكالها تقع وخفافيش الظلام اختارت إلى ماذا تنجذب وعلى ماذا تقع. كان أحد رجال الدين يعلم تلاميذه على هذه الحكمة شارحا إياها معللا حكمته من عظمة الله أن شبيه الشيء منجذب إليه، وكان يضرب الأمثال لهم على جميع الصعد حتى يغرز فيهم هذه الفكرة وفي يوم من الأيام جاء أحد التلاميذ راكضا إلى أستاذه وجمع الناس بلهفته وقال نظريتك فشلت يا أستاذ، فذهل الجميع عندما رأوا عصفورا يلعب مع غراب كانا في غاية الانسجام والتوافق أو ربما الوفاق، وما إن انتهى الاثنان من لعبهما وابتعدا عن بعضهما حتى بدأ كل واحد منهما يعرج، فإذا به أذى من رجله، فابتسم الشيخ والحاضرون وقال الجميع نعم، شبيه الشيء منجذب اليه.
من هذا المنطلق، فإن دشتي يساوي عيسى قاسم وعلي سلمان، وللتذكير فإن أرخص أنواع الحمام في البحرين حمام دشتي، والعهدة على هواة تربية الحمام في سوق المقاصيص.

ليست هناك تعليقات: