السبت، 27 أكتوبر 2012

من أم عمر إلى أم عمران

اختاه أم عمران أعلم أن كل كلمات الدنيا وكل عبارات الأسى والمساندة لن تعوضك عن ابتسامة الشهيد عمران، وأعلم ماذا يعني الحزن عند فقدان فلذة الكبد، وأعلم جيدا أن للشهيد عمران مواقف وابتسامات في أرجاء حياتكم لن تستطيع السنوات أن تمحو ملامحها بسهولة، لكنني لا أملك أمام مصابك ومصابنا غير الكلمات؛ لأن الأفعال لدى وزير العدل الذي مازلت في انتظار إجابته عن الأسئلة الخمسة التي سبق أن وجهتها إليه، وأضيف لها سؤالا سادسا مختصرا مفاده هل كنا بحاجة إلى أن يستشهد عمران حتى نرى أفعالا ملموسة.
اختاه أم عمران كأمهات في البحرين كلنا ننتظر الأسوأ في ظل استفحال خطر الإرهاب الذي تحول من حرق الشوارع إلى حرق البشر، لكنني أختاه أحبّ أن أخبرك بداية أننا نحسن بالله الظنّ، وأننا نرى عمران بإذن الله في جنان الخلد هو ورفاقه من شهداء الواجب ومن ضحايا الإرهاب الانقلابي، ونظنّ أن الله سبحانه أكرمهم بكرامة الشهادة، فمن قُتل دون أرضه فهو شهيد، وشهداء الواجب يقتلون من أجل أن تبقى أرض البحرين عصية على المخربين من أصحاب الفكر الرادكالي المشؤوم.
أختاه أم عمران أقولها لك بصدق وصراحة وأحساس أم تعرف معنى الحزن، ابني عمر كبر وشبّ وهو اليوم على أبواب الثانوية، ولا يريد أن يكون طيارا أو مهندسا أو طبيبا، بل يريد أن يكون ضابطا؛ ليكمل رسالة ابنك عمران في التصدي لكل صاحب فكر منحرف؛ لذا تقبلي مني عمر بديلا عن عمران في الدنيا. أما في الاخرة، فأرجو الله أن يحشرنا مع عمران الشهم الذي كانت أقصى أحلامه أن يرى البحرين تبتسم بعيدا عن مخالب خفافيش الظلام، وتأكدي يا أختاه أن شعب البحرين كله عمران، وأن مصابك هو مصابنا، وأننا سنروي لأطفالنا قصة البطل عمران ورفاقه؛ لأنهم مصدر فخرنا. وأنا لله وانا إليه راجعون.
أيها القراء الأفاضل نحن في وقت حرج من تاريخ البحرين المعاصر؛ لأننا نقارع خفافيش الظلام من أصحاب الفكر الرادكالي الانقلابي الذين يحاولون تعطيل المشروع الإصلاحي الرائد لمملكة البحرين، فمخالب تلك الخفافيش الانقلابية تريد أن تمزق وحدتنا وتخطف أرواح أبنائنا وتعوق طموحنا، وها هي مرة أخرى تعمد إلى قتل حرس المشروع الإصلاحي ألا وهم رجال الأمن حفظهم الله وسدد على طريق النصر خطاهم في مفارقة واضحة وفاضحة لتلك الشعارات الكاذبة التي تتغنى بها “الوفاق” وبناتها كونها أشبه ما تكون باعتراف صريح من قبل عيسى قاسم وعلي سلمان بأنهم لا يريدون الإصلاح؛ لانه لا إصلاح بلا أمن؛ لذا أجد أنه من العيب أن يتكلم عيسى قاسم أو علي سلمان عن الإصلاح، وهم يحرضون على قتل دعائم الإصلاح المتمثلة برجال الأمن.
أن استهداف رجال الأمن يشعرنا كمواطنين بالحيرة بعد أن تعبنا من انتظار أن نرى تطبيق القانون الذي لابد له أن يطبق بحزم وبسرعة بحق الإرهابيين؛ لأننا في دولة القانون والمؤسسات، أعتقد أن الوقت قد حان يا وزير العدل، فليس هنالك أكثر صراحة من تصريح القائد الوالد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة روحي له فداء بخصوص استهداف رجل الأمن حين قال سموه نصره الله “سنقتص من المجرمين وستطال يد العدالة أولئك الإرهابيين وسينال المعتدون العقاب العادل والرادع” نعم يا سمو الأمير نحن في انتظار القصاص وأم عمران في انتظار القصاص أيضا وقلوبنا خائفة على البحرين ومستقبلها ومكتسباتها إذا استمر الإرهاب الأعمى في قتل رجال الأمن والمواطنين والمقيمين بلا ذنب، إلا لأنهم يريدون البحرين آمنة كما كانت دوما وأبدا إن شاء الله. 

ليست هناك تعليقات: