الأحد، 28 أكتوبر 2012

آل خليفة... والإشاعة السياسية

طريقة انتقال أي إشاعة في أي مجتمع تخضع لقاعدة بسيطة يمكن تلخيصها بالتالي حينما يقوم (س) بإبلاغ (ص) بخبر ما بعيدا عن مقدار المصداقية فيه، فإن (ص) يتلقى هذا الخبر ثم يعيد صياغته من جديد وذلك بإضافة معلومة جديدة للخبر أو بحذف معلومة منه؛ وذلك حتى يصبح موضع الخبر أكثر ملاءمة لمستواه التعليمي والثقافي وطريقة تفكيره وأبعاده السياسية والأيديولوجية وأهدافه الشخصية، وبعد قيام (ص) بعملية التحليل وإعادة الصياغة هذه يقوم بنقل الخبر إلى (ع) الذي بدوره سيعيد صياغته مرة أخرى ليصبح ذا معنى بالنسبة له بعد ذلك يقوم بنقله إلى آخرين، وهكذا دواليك..من هذا المنطلق أريد أن أقول إن عشرات التصريحات والأخبار التي تندرج تحت مسمى إشاعة نستهلكها في البحرين والخليج العربي يوميا، البعض من تلك الإشاعات مضحك ومثير للشفقة كإشاعة حصار العكر الذي أصبح نكتة الموسم بعد أن استطاع الكنتاكي المدجج بأنواع المأكولات السريعة من فك الحصار المفروض على منطقة العكر من البحر والجو والبر وباطن الأرض، وهناك نوع آخر من الإشاعات السياسية المغرضة قد تؤدي إلى تضارب بالآراء بين أبناء الوطن الواحد، وخلق حالة من الشق الاجتماعي، مثلا أن هناك إشاعة عن عفو قريب عن رموز الخيانة من أصحاب الفكر الانقلابي، وهي إشاعة كاذبة لا تختلف عن إشاعة حصار وتجويع وإبادة أهل العكر حفظهم الله وحماهم من شر خفافيش الظلام. ويصنف علماء السلوك البشري والاجتماعي الإشاعة حسب طريقة تلقيها من قبل الجماهير إلى ثلاث طرق هي: التلقي النقدي والتلقي العاطفي والتلقي المحايد، وهي تعتمد على مقدار الوعي لدى المتعلق ومقدار الشفافية لدى السلطة، فأنا شخصيا أم لستة أطفال لن أبكي دما لو سمعت أن أطفال العكر حفظهم الله من شر خفافيش الظلام يموتون جوعا بسبب الحصار الظالم؛ لأني ببساطة لن أتلقى الإشاعة عاطفيا لأني أعرف من يحكم هذه المملكة وأعرف جيدا من يطلق هذه الإشاعة لذا أتلقاها بشكل نقدي تحليلي بعدها توضع تحت عنوان عريض أنها إشاعة كاذبة ومغرضة، لكن قد أتلقى الإشاعة عاطفيا عندما يكون موضوعها عن إبادة بمئات الآلاف تحدث في مكان بعيد لا أعرفه جيدا، لكن في الحقيقة أن التلقي الحيادي لأي إشاعة هو ما يميزنا كبشر عن باقي المخلوقات على وجه الأرض، وقاعدة هذا النوع من التلقي بسيطة أن توضع الإشاعات في ميزان المنطق والمعقول والتحليل بعيدا عن العواطف والأحكام المسبقة وأهمية هذه الطريقة تكمن في التصدي للإشاعات المدروسة، والتي تعمل عليها أجهزة استخبارات عالمية لديها أهداف إستراتيجية خبيثة لضرب الصف الوطني في البلد المستهدف، مثل إشاعة تدور منذ فترة ليست بالقصيرة بأن قادتنا آل خليفة الكرام روحي لهم فداء يعيشون جوا مشحونا بالخلافات العائلية، وهذا موضوع يمكن تفنيده بسهولة عندما نرى مقدار الحب والاحترام الذي نراه ونلمسه ونشعر به في لقاء جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله وسدد على طريق التوفيق والازدهار خطاه مع الوالد القائد سيدي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله وسدد على طريق التوفيق والازدهار خطاه، أو تلك العلاقة الرائعة التي نتلمسها كبحرينيين على ملامح الوالد القائد الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله عندما يلتقي بمستقبل البحرين ولي العهد الأمين سيدي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله ورعاه؟ لذا أقولها بحب وإخلاص نحن في حرب إشاعات سياسية مدروسة يطلقها أعداء البحرين وبعض الجيران الذين لا يريدون لنا الخير، ولعل أفضل جواب على تلك الإشاعات أن نجعلها في خانة النكات منتهية فترة الصلاحية، فالشعب كل الشعب مع قادته آل خليفة الكرام في مركب واحد نعيش معا وننتصر معا ونحسن الظن بالله أننا لن ننهزم؛ لأننا نريد السلام والخير للجميع. عاشت البحرين حرة عربية، وجدار من نار ضد أطماع الغريب والقريب.

ليست هناك تعليقات: