الأربعاء، 24 أبريل 2013

اللاجئون السوريون في الأردن


 لا يمكن أن نصف استضافة الأردن للاجئين السوريين على أراضيها إلا بالتحدي الكبير؛ وذلك لأن الأردن تعاني وضعا اقتصاديا متدهورا، وشحا كبيرا في المياه، وهو ما يعتبر أحد أهم المعوقات التي تقف أمام استضافة أكثر من نصف مليون سوري، وهذا الرقم نفسه من الفلسطينيين الهاربين من ماكنة الموت الأسدية، بالإضافة إلى اللاجئين العراقيين، إلا أن الأردن قبلت التحدي، وهي تحاول أن تتجاوزه بمساعدة خليجية واضحة، لكن المهمة ليست سهلة أبدا. آخر التصريحات المهمة هو تصريح رئيس الوزراء الأردني المكلف الدكتور عبدالله النسور الذي جاء فيه: أن الأردن تواجه كارثة إنسانية في ظل تدفق آلاف اللاجئين السوريين يومياً، وقال النسور إن أرض مخيم الزعتري للاجئين السوريين تبلغ 8500 دونم، منها 1800 لمؤسسة المدن الصناعية، والمتبقي من المساحة يعود للقوات المسلحة، وهي مستأجرة للهيئة الخيرية الهاشمية، الآن طبعا الحديث عن مخيم واحد فقط، وبالمناسبة فإن حجم المخيم يجعله خامس مدينة أردنية من حيث عدد السكان الذي يفوق عدددهم 120 ألف سوري، وذكر النسور بأن مخيم الزعتري يقع على حوض مائي (حوض عمان الزرقاء)، يضخ منه حالياً 170 مليون متر مكعب في السنة، وهذا الحوض يغذي محافظات الزرقاء وإربد والمفرق وجزءاً من عمان، ويعاني هذا الحوض حالياً من الاستنزاف بسبب عمليات الضخ، وأشار إلى أن هناك تسعة آبار مراقبة في المخيم، ولم يحدث حتى اليوم تلوث للمياه، وتم ربط المخيم بخط مياه، إضافة إلى الصهاريج.وحول خدمات الصرف الصحي في المخيم، أكد أنه تمت إقامة حفر امتصاصية وتبطينها، مشيراً إلى مفاوضات مع اليونسيف؛ لتمويل خط ناقل للمياه العادمة إلى محطة تنقية المفرق بكلفة 16 مليون دينار، وذلك حرصاً على الصحة والسلامة وعدم تلوث المياه في الزعتري.وأوضح النسور أن الكويت والإمارات والسعودية قدمت نصف الالتزام الدولي الذي أُعلن في مؤتمر الكويت؛ لتوفير متطلبات الاستيعاب لحاجة اللاجئين التي طلبتها الأمم المتحدة من خلال المؤتمر للأقطار الأربعة، والتي تقدر بحوالي مليار ونصف المليار دولار، وتبلغ حصة الأردن من هذا المبلغ 500 مليون دولار للستة أشهر القادمة، وهذا المبلغ ليس على شكل مساعدات مادية، بل من خلال توفير الاحتياجات المتعلق بإقامة اللاجئين. أما قطر، فقدمت مساعدات عينية للاجئين السوريين من خيم وبطانيات وغيرها، وكانت أعلنت في نيتها إرسال كرفانات، ولكن لم تنفذ حتى الآن، ولا ندري إن كانت ستنفذ، لكنها أرسلت فريقاً لهذا الخصوص، علماً بأن كافة دول الخليج العربي قدمت مساعدات لإنشاء مستشفيات وخيم ومراكز طبية لمخيم مريجيب الفهود، والذي تشرف عليه الإمارات، ويستوعب خمسة آلاف فقط، وأضاف أن البحرين قامت ببناء مدرسة، والكويت والسعودية قدمتا مساعدات دفعت للخزينة الأردنية لصالح اللاجئين، علماً بأن الاتحاد الأوروبي والهيئات الدولية منحت مساعدات من أجل مضخات المياه والخدمات الطبية، لكن يبقى العبء الأكبر على الأردن، مبيناً أن بعض تكاليف وإدارة المخيمات يتم من قبل اليونسيف والأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين، مما تقدم يتضح أن الوضع في الأردن خطير جدا، وأن الأردن وحدها لن تستطيع الإيفاء بالتزاماتها الاغاثية؛ نظرا لإمكاناتها الاقتصادية المحدودة.خارج النصنرى ونسمع جمع مساعدات ومواد إغاثة للأشقاء في سوريا من قبل جمعيات سياسية وأشخاص جزاهم الله الخير والبركات مع التأكيد على مراقبة تلك المساعدات أثناد التوزيع، والتأكد من وصولها إلى المحتاجين؛ لأنها أمانة تخرج من أعناقنا إلى أعناق من يتطوع لجمعها. 

ليست هناك تعليقات: