الأربعاء، 24 أبريل 2013

لماذا لم يسقط بشار؟




يدور في الرأس سؤال لا تعجبه الأجوبة، وعلامات استفهام تولد من رحم المواقف وتطورات الوضع في سوريا، السؤال مفاده لماذا لم يسقط بشار الأسد حتى الان؟ وجميع الأجوبة تعتمد علي تحليلات ونظريات غير ملزمة لما يحدث علي الأرض فما يحدث في سوح الوغى لا يخضع للتحليلات والنظريات، أعتقد انه اذا اردنا معرفة الأجوبة الأنسب للحاضر لابد لنا من العودة الي الماضي، لان التاريخ يعيد نفسه في مناسبات عديدة وقد لا يعيد نفسه فكل شيء بأمر الله عز وجل، نهضت ألمانيا بقيادة هتلر نهضة وصفها المؤرخون بالتطور المفاجئ المقرون بالحذر والمخاطر وكان معظم الأسباب تشير الى كون تلك النهضة بسبب الالتفاف الشعبي حول القائد الذي هو هتلر وعند نهاية الحرب تسائل الخبراء عن سبب تضحية الالمان الي أخر طلقة من أجل هتلر بينما تخلي الايطاليون عن موسليني مثلا، فلم يكن هنالك جواب منطقي أكثر من اجابة ان الكثير من الالمان من تجار وسياسيين وعسكريين ربطوا مصيرهم بمصير هتلر في صراعه المحموم مع قوى الشرق والغرب للاستحواذ علي أكبر قدر ممكن من النفوذ بالاحتلال والتحالف، من هذا المنطلق أعتقد ان هناك سبب داخلي يساعد بشار علي الصمود تحت قوة وشجاعة الجيش الحر المنصور بقوة الله جل في علاه، فهنالك الكثير من الشخصيات والفئات والاقليات والقوي الخارجية ربطوا مصيرهم ببقاء بشار من عدمه حيث تلتف حول بشار أغلب الطائفة العلوية الخائفة من المستقبل بدون بشار لهذا تلتف حوله كقائد وأيضا أغلب السوريين المسيحيين والدروز وبعض تجار السنة كما أن بشار تقف معه احزاب وشخصيات إيرانية الهوى الى درجة ان الدعم الإعلامي والمالي يصله من أكثر من بلد وبتنسيق إيراني وحزب الله، طبعا الدعم الإيراني بالتنسيق مع دعم روسي صيني يرى في سوريا اخر معاقل نفوذ المعسكر الاشتراكي في الشرق، كما ان الثورات تعتمد بشكل كبير علي تحطيم الاقتصاد او اضعافه وهذا ما لم يحدث مع سوريا ولن يحدث لانها اولا تعتمد بشكل كبير علي الدعم العراقي والإيراني بالاضافة الي الدعم الروسي والصيني الخفي والمعلن، في المقابل يتسم موقف الدول الرافضة لبشار ومجازره بالضبابية فلا هو دعم مطلق ولا هو سكوت مطلق، واغلب الدول التي تدعم الثورة تكتفي بالتصريح والدعم المادي المحدود غير المعلن، كما ان نظام بشار يتعكز علي المليشيات الطائفية في العراقي بقيادة امراء الحرب وتجار الدماء من جهة ويتعكز بقوة من جهة اخرى على مليشيات مدربة بشكل جيد نصفها من اعضاء حزب الله بقيادة حسن نصر الله وفصائل النخبة التابعة للحرس الثوري الايراني، ولعل مجالس العزاء في جنوب لبنان اكبر دليل على حجم المشاركة لمليشيات حزب الله التي تقاتل الي جنب بشار الاسد، واعتقد ان الحل الذي سيسرع بانهيار الاسد يتطلب موقف واضح من القادة العرب وعلي التجار الذين يصرفون المليارات علي تجارتهم ان يتبرعوا للجيش الحر، فلا مناص من التسليح ولا مناص من اعلان الانتصار. كما ان الدعم الاعلامي يجب ان يكون بلا شروط، فهناك من يدعم الجيش الحر ويحارب المقاتلين الاسلاميين في الجيش تحت خرافة عودة تنظيم القاعدة من بوابة الشام ، فهذا يضعف ويؤخر كثيرا، في الختام علي كتاب الرأي والمثقفين ان يعلنوها بصراحة في اي جانب يقفون، شخصيا اقف الي جوار الجيش الحر وادعمه بقوة، فما هو رأيكم ايها القراء؟

ليست هناك تعليقات: