خليفة... قيمة إنسانية

قبل كل شيء، أن الذي يدعوني لكتابة هذا المقال هو اعتقاد راسخ لا يتزحزح بأن تقديم العرفان وتجديد الولاء من مقومات المواطنة الصالحة لانه عبر تاريخ البشرية السحيق نجد عشرات الشواهد التي تشير الى كون معايير تمسك الجماهير بالارض والوطن يزداد ويتقوى من خلال عرفانها وولائها لرموز بشرية يعملون ليل نهار من اجل رفاهية وتقدم الجميع ليكتسبوا صفة القائد، ونحن في البحرين رزقنا الله بخليفة بن سلمان القائد الملهم والوالد الحنون والامير الحكيم الذي كان له الدور الكبير والفعال في ابحار سفينة البحرين فوق امواج الحياة وتقلباتها بمهارة ودراية جنبها الكثير من المخاطر بعد توفيق الله عز وجل، فكان رجل الدولة المحنك والاب العطوف والسند الامين لقائد المسيرة الاصلاحية جلالة الملك حمد بن عيسى ومن قبله للامير الوالد الراحل سمو الشيخ عيسى بن سلمان طيب الله ثراه، في بعض الاحيان نحتاج لتذكير المغرر بهم من قبل المعارضة الولائية بثوابتنا من باب دفعهم الى الخروج خارج دائرة الاوهام والاحلام الي دائرة الواقع لذا قد نعتمد اسلوب الشرح الواقعي بعيد عن حسابات السياسة وتصريحات السياسيين وحديث الاعلام. يقسم فلاسفة الأخلاق القيمة الانسانية الى قسمين، القيمة الأولى هي القيمة الآداتية أو القيمة الواسطة، أما القيمة الثانية فهي القيمة الغائية أو النهائية، فالقيمة الأولى، أو القيمة الآداتية ليس لها قيمة في ذاتها بل في غيرها، أي هي وسيلة للوصول للقيمة الثانية أو القيمة النهائية التي هي قيمة بذاتها، على حد قول افلاطون.فجهاز التلفاز مثلا ليس له قيمة نهائية بل قيمته تنحصر في إيصال الصورة والمعلومة، وبغير ذلك لا قيمة له، وهكذا كل الأدوات في حياتنا وفي عصرنا الحالي يمتد الامر الى الكثير من تجار الازمات والحروب والخلافات التي تنتهي قيمتهم بمجرد الوصول الى السلام والوئام الذي لابد له ان يتحقق لانه لا مناص من التعايش والتكاتف لذا بعض المعارضين والناعقين لا يختلفون عن جهاز التلفاز فهم مجرد اداة لايصال نعيق او نقيق او حتى نهيق، وهنا اقول البعض وليس الكل، ولعل من البعض الارهابي الهارب سعيد الشهابي او الارهابي الهارب قاسم الهاشمي وينطبق الامر علي بعض المعارضين في الداخل من معممين او غير معممين.اما القيمة الثانية أي الغائية، فقيمتها في ذاتها، مثل الإنسان وباقي القيم الأخلاقية. وعلى هذا الأساس فلايمكن التبادل بين القيمة الأولى والثانية بأي حال من الاحوال. لذا اعتقد ان خليفة بن سلمان قيمة انسانية نهائية بكل ما تحمله سنوات الخبرة والتعب والجهد من تجارب ومصاعب لذا لن يكون لخليفة بن سلمان بديل او بدائل طالما هو بيننا اطال الله في عمره روحي له فداء. والسؤال المهم هنا كيف يمكن قياس القيمة الانسانية ؟ هذا السؤال مرتبط ارتباطا ً وثيقا ً بطريقة فهم الإنسان، وبالطبع، كل ثقافة لها فهم معين للطبيعة الإنسانية. القصد من الثقافة هنا هو منظومة القيم التي تطغى في مجتمع ما ويربى الإنسان عليها منذ الصغر، لذا لابد لمن يحاول المساس بشخص او مكانة الوالد القائد خليفة بن سلمان ان يُخضع نفسه لعملية تصحيح مفاهيم، ففي ثقافتنا دائما هناك من هو أعلى اجتماعيا هكذا تربينا وهكذا عشنا والخروج عن المألوف قرار جماعي وليس رغبة فردية او نزوة حزبية، نحن في البحرين لدينا احترام لمن يرجع نسبه الى آل بيت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولدينا احترام وتقدير للشيخ الذي ينتمي لبيت الحكم البحريني الابدي آل خليفة الكرام، ونحن نحترم رجل الشرطة او العسكري لانه يقدم لنا خدمة جليلة ويخاطر بنفسه من اجلنا، كما نحترم من هو اكبر منا عمرا كاحترامنا للأب والعم والخال والجد، وهذا الاحترام يستمد مصداقيته من قيم يكتسبها الشخص من التجربة والحكمة والدور الذي يقوم به وكذلك من مبادئ العرفان والولاء والمواطنة. لذا نصيحة لاصحاب الفكر الانقلابي من خفافيش الظلام عليكم ان تضيفوا لمفاهيمكم الراسخة عبارات سنكتبها ان احتاج الامر بدمائنا (خليفة بن سلمان خط احمر، وخليفة بن سلمان صمام الامان، وخليفة بن سلمان قيمة انسانية نهائية) وذلك لان الحديث عن الثوابت امر لن يصل الى مزيد من الخلاف، ونحن اهل سلم وموقف وما عليكم الا اعادة شريط الذكريات صوب جامع الفاتح لتعرفوا ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق