“العدل” وعلي سلمان .. هل هو الإنذار الأخير؟

تناقلت وسائل الإعلام البحرينية والإيرانية خبر مفاده بأن إدارة الشؤون الدينية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف قد وجهت إنذاراً كتابيّاً لخطيب جامع الإمام الصادق بمنطقة القفول (الشيخ) علي سلمان بسبب استغلاله الواضح طوال الفترة الأخيرة لدور العبادة بما لا يتماشى مع قداسة وخصوصية المنبر الديني فضلا عن استخدامه عبارات متنوعة لإثارة الكراهية والطائفية وزيادة حالة الاحتقان السياسي والتحريض على رجال الأمن ووصفهم بالمرتزقة والمستوردة وغير الوطنية. هذا هو ابرز ما جاء في كتاب وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف قبل أن تذكر عبارة (الإدارة ستتعامل مع أية تجاوزات مستقبلية بهذا الخصوص بما يحفظ اللحمة الوطنية ويقوِّي النسيج الاجتماعي ويشيع الأخوة والمحبَّة). ما تقدم كلام جيد ومنطقي، وهو يعبر بأن مملكة البحرين دولة ومؤسسات، وأن الجميع أمام القانون سواسية كأسنان المشط، ولكن هل يلتزم علي سلمان ويكف عنا شره وتصريحاته النارية وخزعبلاته الإعلامية؟ أو دعونا نسأل السؤال بطريقة أخرى هل تلتزم وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بإنذارها وتوقف علي سلمان عن الخطابة إذا ما عادت حليمة لعادتها القديمة؟ هنا في الحقيقة مربط الفرس؟ هل سيلتزم العدل وعلي سلمان أم لا؟ وإذا لم يلتزم علي سلمان ماذا علينا أن نفعل؟ وإذا لم تلتزم وزارة العدل ماذا علينا أن نفعل؟ وهناك سؤال يحشر نفسه بين السطور أليس من المنطق والمعقول أن يكون الإنذار لعيسي قاسم وباقي خطباء الوفاق ممن يستغلون المنابر؟ يعني يا وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف على أقل من باب التساوي بالحقوق والواجبات والعقوبات؟ نحن ننتظر أن يلتزم علي سلمان رغم شكوكنا في ذلك، وأن تلتزم وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف رغم شكوكنا في ذلك؟ لأن الوزارة انتظرت سنوات طويلة حتى يظهر أول إنذار وربما ننتظر سنوات أطول لظهور الإنذار الثاني، وسنوات أطول وأطول حتى يتم إيقافه عن الخطابة..نعم، نتفق مع وزارة العدل بكل ما جاء في بيانها، لقد تجاوز علي سلمان كل مبادئ المنبر، وكل ضوابط الارتقاء على المنبر، وكل الخطوط الحمراء والزرقاء والسوداء والبرتقالية، وقد صبرنا على تجاوزاته في انتظار إجراء وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الذي جاء متأخرا، ولكن الحمد لله أنه جاء أخيرا، ونتمنى أن يتم تعميم هذا الإنذار على الجميع، فالبحرين ليست بحاجة لمزيد من التحريض والتطرف والإرهاب. الشيخ محمد خالد بما أننا نتكلم في موضوع التجاوزات، هل مازال الشيخ محمد خالد موقوفا عن الخطابة؟ وهل الشيخ محمد خالد خطر على اللحمة الوطنية أكثر من علي سلمان وعيسى قاسم؟ وهل تم معاملة الشيخ محمد خالد بالطريقة نفسها التي تم التعامل بها مع علي سلمان؟ وهل تم توجيه إنذار له قبل إيقافه عن الخطابة؟ نقطة نظامحساب تويتر لرجل الدين في البحرين هو بمثابة منبر افتراضي، وقد يجتمع في حساب التويتر لرجل الدين أكثر بكثير من عدد المصلين الذين يحضرون له في خطبة الجمعة؛ لذا على وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف أن يسمعنا رأيه بمن يستخدم تويتر في الترويج لعبارات متنوعة لإثارة الكراهية والطائفية وزيادة حالة الاحتقان السياسي والتحريض على رجال الأمن ووصفهم بالمرتزقة والمستوردة وغير الوطنية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق