نصائح لـ "المواطن" عيسى قاسم

نحن على ابوب حوار (وطني) جديد ليس الاول ولن يكون الاخير بكل الاحوال ، وبغض النظر عن قناعتنا بذلك الحوار ومدى جديته وما يتوقع ان ينتج عنه يبدو أن توافق سياسي على مستوى النخب هو من افرز هذا الاقتراح الذي اعتقد انه حوار عقيم في هذه المرحلة بسبب عدم استعداد جمعية الوفاق وبناتها من رؤية الواقع كما هو بعيدا عن احلام اليقظة التي يحترفونها، وبمناسبة الحوار ارى من المناسب جدا ان اتقدم بمجموعة من النصائح للمواطن عيسى قاسم من باب المواطنة والشراكة الوطنية التي يرددها دوما في خطاباته السياسية النارية ، اخاطب المواطن عيسى قاسم لان الحوار الجديد لن يحقق اي تقدم مالم يتوافق المتحاورون على معطياته وبالتاكيد فان جمعية الوفاق التي ستكون جزء من الحوار المرتقب لن تتوافق على نتائجه ولن تتوافق مع شعب البحرين مالم تاخذ الضوء الاخضر من مرجعيتها المتمثلة بالمواطن عيسى قاسم الذي بدوره ربما قد يستأنس برأي مرجعيته هو الاخر
الحوار ايها المواطن عيسى قاسم في أبسط صوره أن تُرِي محاورك ما لم يره ، وأن يُريك ما لم تر، وهو في هذا مضاد لمنطق المناظرات وإفحام الخصوم ومحاولات إقامة الحجة على المخالفين ، تلك الأساليب التي تؤدي في أحيان كثيرة إلى تعميق البعد الواحد ، هذا المحور من مقومات الحوار يجب ان يكون قاعدة للحوار حتى لا تستغل الوفاق وبناتها من الجمعيات الاصغر حجما وتاثيرا فرصة الحوار الذهبية بعيدا عن مصلحة الوطن والكلام موجه ايضا للجمعيات الاخرى وخاصة (تجمع الوحدة الوطنية والاصالة والمنبر )
الحوار يقوم على إدراك متزن للمحاور لذا فعلى المواطن عيسى قاسم ان يعلم بأن الحوار لن يكون ذا فائدة تذكر إذا تقوقع داخل قناعات مسبقة واعتماد سياسة النقل لأقوال زيد أو عمر او خامنئي مثلا دون النظر العميق لمجريات الامور والنظر البعيد لخط سير سفينة مملكة البحرين تلك السفينة التي نفديها بدمائنا و لا يراها علي سلمان امين جمعية الوفاق فهو يردد بانه لا يوجد دولة في البحرين منذ الاستقلال ، إن أسلوب التحدي العقلي والنفسي والجسدي الذي تنتهجه جمعية الوفاق بمباركة وموافقة وتوجيه المواطن عيسى قاسم لن يوصل الحوار المرتقب الى نتيجة تذكر بل ان ان كل تبعات هذا الاسلوب لا يصب في مصلحة الوطن والمواطن بالتاكيد.
عزيزي المواطن عيسى قاسم ان جوهر الحوار التسامح لذا لا تتوقع ان تحصل على مكاسب سياسية دون ان تحصل على تسامح شعب الفاتح العظيم وهذا الشعب وان كان يمثل روح البحرين ورئتها ويتسم بالكرم والتسامح والطيبة الا انه لن يمنحك التسامح الحقيقي مالم تغير أطروحاتك المتشددة التي تتخللها عبارات السحق والقتل وهو ما لم تفعله كما اعتقد
عزيزي المواطن عيسى قاسم من يتوهم نفسه في موقع القوة ويرفض الإذعان لأراء الاغلبية اكرر الاغلبية متمترساً خلف أطروحات خيالية وغير مكترث بالحوار إلا في (الوقت الضائع) لن يحصد السلام الذي هو مطلب كل شعب البحرين الا تلك الكائنات التي تنمو وتكبر كروشها وتتكاثر قروشها في زمن الازمات
بعيدا عن الحوار وطاولاته وكواليسه اقترح ان تُعلق في قاعة الحوار صورة كبيرة لتجمع الفاتح الجبار وذلك لتذكير المتحاورين بان الشعب هو الرقم الصعب في المعادلة فهو الذي افشل الانقلاب وهو الذي يمكنه ايضا افشال نتائج الحوار فيما اذا كانت تلك النتائج عبارة عن تنازلات ورجوع الى المربع الاول وكأن شيء لم يحصل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق