السبت، 15 سبتمبر 2012

الحرب الإعلامية القذرة

نحن في زمن حرب المعلومة، حرب كونية بلا هوادة، حرب بلا أخلاق ولا ضوابط، حرب مجنونة تسير وفق أهواء الكبار بعيدا عن كل المسميات المخادعة الرنانة التي يسوق لها الغرب المخادع، حرب من أجل تحقيق المكاسب والمصالح ولا تهتم بحقوق الإنسان ولا الإصلاح ولا الديمقراطية ولا الحقيقة ولا الشفافية، ولا كل تلك الخزعبلات غير الصالحة للاستهلاك في زمن الكذب والخداع، حرب تستخدم فيها كل الأسلحة التسويقية غير النظيفة، وتديرها أياد مشبوهة تحت مظلة أجندات قذرة تصب في مصالح دول بعينها، ولتذهب حقوق الإنسان إلى الجحيم، أمريكا وحلفاؤها من جهة، وروسيا والصين وإيران وحلفاؤهم من جهة أخرى يظهرون علينا بأقنعة مبتسمة مخادعة وتتوارى خلفها وجوه تختلف اختلافا جذريا عن ملامح تلك الأقنعة.
قديما كنا نحصل على المعلومة وأخبار يسيرة ومبسطة من هنا وهناك عن العالم من حولنا كل صباح عبر الصحيفة. أما اليوم، فلم يعد هناك لزوم لانتظار جريدة الصباح حتى نعرف أخبار العالم، فنحن في بورصة كونية كبيرة لتسويق الخبر بعيدا عن المصداقية والأخلاق.
لقد كانت جودة الخبر أيام آبائنا وأجدادنا أكثر بكثير من خبر اليوم الذي يطبخ ويصاغ في أكثر من مطبخ وبيد أكثر من طباخ حتى أصبح مثل الأكلات السريعة التي نستهلكها يوميا رغم علمنا بتأثيرها السلبي الكبير على صحتنا، ما يهمنا هنا أن نتحدث عن الحرب الإعلامية الكونية المضللة على مملكتنا الحبيبة البحرين ورموزها وشعبها ومكتسباتها. الإعلام المعمم في قم وطهران والضاحية الإيرانية في جنوب لبنان وبلاد ما بين العمامتين وإعلام الجيران وذوي القربى آه وألف آه من ظلم ذوي القربى كله يتحالف على البحرين، وينقل للعالم صورة غير حقيقة حتى أصبحت العملية بلا ملح ولا بهارات، حيث لا يوجد مراسل لصحيفة أو إذاعة أو قناة فضائية أو أرضية في هذا العالم المترامي الأطراف لم يتقدم بطلب لزيارة البحرين لإنجاز تغطية إعلامية، علما أن أغلبهم لا يعرف أين تقع البحرين، أو ما هو تاريخها أو شكل التركيبة السكانية والاجتماعية والسياسية والثقافية لها، وهذا بحد ذاته شيء مثير للريبة، فلماذا يهتم التلفزيون الصيني الرسمي مثلا بتغطية أخبار جزيرة صغيرة، وهو الذي يتجاهل نقل مقتل المئات في الأقاليم الصينية البعيدة بسبب الاحتجاجات وقمع الحريات أو بسبب سوء الخدمات، لماذا تحاول التلفزيونات الكبرى أن تظهر البحرين على أنها ساحة للصراع والتناحر دون أن يسألونا نحن أهل البحرين ويكتفون بنقل الآراء المريضة لخفافيش الظلام الذين لن يرضوا عن البحرين وقيادتها حتى لو أصبحنا مملكة أفلاطون الفاضلة؛ وذلك لأن الإصلاح والديمقراطية ليست من أهدافهم ولا يطمحون لتحقيقها؛ لأنهم مجرد أدوات لتحقيق أجندة الولي الفقيه الإيراني تارة، والولي الفقيه الأمريكي تارة أخرى، لك الله يا بلدي الصغيرة الكبيرة، فخفافيش الظلام تتوعدك بليل طويل تسرح وتمرح فيه كما تشاء، لكننا نتوعدها بنهار مشمس يحرق أجنحتها النتنة ويحيلها إلى رماد.

شكرًا سيدي
سيدي الوالد القائد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظك الله، وسدد على طريق الخير خطاك، كان لكلماتك العظيمة التي نقلت لي أكبر الاثر في نفسي، وأعاهدك سيدي أن أكون تلك البحرينية التي تقدم مصلحة وطنها على مصلحة فلذات كبدها؛ لأنه لا مستقبل للأبناء بلا نور البحرين، وعاشت مملكتنا العظيمة حرة عربية خليجية خليفية إلى الأبد إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات: